تبدو العلاقة بين “صلاح” وفتاته علاقة معروف نهايتها مسبقا ، هى تعرف دورها جيدا ولا تصدقه عندما يلح عليها بالزواج بعد ان تكون قد حملت منه ، وبينما تجرى عملية الاجهاض يشعر صلاح ب(صداع) ويفكر وهو يجلس فى ردهة المستشفى أن الموقف صعب “لكنى لا يمكن أن أتزوجها ، مهما كانت طيبة ومهما أحبتنى. ليست _فى النهاية_ سوى ساقطة ثم ألا يمكن أن تكون قد حملت عمدا حتى تورطنى فى الزواج؟ أوليس هذا احتمالا واردا فعلا..؟”
الصحوبية ليست هى الحل
حتى لا ننسى صورة من نحب!
“صلاح” فى قصة علاء الأسوانى تورط فى العلاقة بمحض ارادته حتى فاجأته نتيجه خطيئته ، حينها عرض على الفتاة الزواج منها بلا صدق وهى لم تصدقه لأنها تفهمه ، انه الاتفاق الضمنى بين اثنين على (بلوى) لكن بلا ذرف أى دمعة ، (أنا أرى العيون / ولكنى لا أرى الدموع / وهذه علة بلواى) ، وتلك هى المشكلة ، وكثير من العلاقات الحالية بين الجنسين تقوم على اتفاق ضمنى مثل هذا ، وان كان مختلف بعض الشىء ، فى أن الفتاة ربما لا تكون ساقطة ك”فتاة صلاح” ، بل قد تبدأ علاقتها بصدق ، ولا تمثل دورا كالساقطة ، وينتهى بها الأمر لتصبح أقرب لهذه الفتاة ، على الأقل فى انعدام “عشمها” فى فتاها! ، وربما تتحول هذه الفتاة ل(ساقطة) فى المستقبل ، لو تمادت ، فربما تبحث عن صدر حنون ، لأنها فى قرارة نفسها منكسرة ، وكثير من الشباب تخصص فى لعب هذا الدور ، والفتيات أيضا!
طريق للزواج الرسمى
ولا ألوم الفتاة كلية على هذا التورط ، فمجتمعنا ذكورى ، ونتيجة العلاقة تتحملها البنت وحدها ، فلا ذنب للشاب ولو كان هو الجانى !، حتى فى حوادث الاغتصاب خرج من يقول: “البنت هى السبب .. لبسها وحركاتها” ، وهو تفكير شيطانى يتهم الضحية دائما باغواء الجانى ، من هنا نشأت “حدية” نظر الفتيات لبعض الامور ، حتى أن قارئة لم تحتمل سؤال لى عن الحب ، العفة تعنى عندها ألا نحب ، العفة تعنى أن نتزوج! ، أرسلت لى ما معناه أن سؤالى عن إمكانية حب الشاب لفتاة أحبت غيره وحب الفتاة لشاب أحب غيرها” جعلها تحس أننى أقصد ” مشى واحد مع واحدة” وليس الحب ، لم يعجبها صياغة السؤال ، “احنا فى مجتمع شرقى يعنى كان ممكن تقول ترتبط بفتاه يعنى تخطبها يعنى الارتباط لازم يكون فى طريق رسمى يعنى تقول تخطب فتاه مش تحب اصل سورى يعنى كلمه تحب فتاه حسستنى يعنى انك تمشى مع واحده تتسلى مع واحده” وأتفهم لم عدنا لا نثق فى الحب والسبب هو غياب الصدق فى العلاقات ، وعدم الثقة فى الآخرين وفى أنفسنا ، نحن نشك فى أنفسنا!، وأسأل: لماذا نتجاوز دائما مرحلة التعارف بين الجنسين ، وفيها تنشأ بذور الحب ، نتجاوزها لمرحلة الزواج؟ ألسنا قادرين على السيطرة على نزواتنا؟ ومن من الشباب يقدر على الزواج حاليا؟ أعتقد أن الحب الصادق دافع وجيه للزواج ، لكن من منا يقدر على الحب؟
اعرف نفسك قبل أن تحب
أتصور أن الحب يقوم على النية الصادقة ، والقلب المفتوح ، من طرفين بينهما انسجام ، يتمتعان بمعرفة حقيقية للنفس قبل معرفة الطرف الآخر والذوبان فيه ، وانسياق كثير من الشباب فى علاقات عابرة لا تكتمل ، لأنهم يحتاجون أن يعرفوا أنفسهم أكثر ، فيعرفوا مرادهم فى الحب ، بدلا من الطمع والانسياق للشهوانية ، ومن ثم الاستمرار فى حلقة مفرغة من علاقات لا أهمية ولا مستقبل لها ، وأقول لكل شاب جملة لأحد الصوفيين: “إذا أردت أن تأخذ العالم معك ، فسوف تقضى دون أن تعرفه ، لتعرف نفسك فقط ، فهذا أكبر مائة مرة منك”
ممثل و كاميرا.. وحلم
ومن لا يعرف نفسه أشبه بالممثل ، يعيش حلما خاصا ، سرعان ما يفيق منه إلى حلم اليقظة من جديد ، ليجد نفسه تائها ، يبحث عن علاقة استقرار عاطفى ، وهو غير مستقر فى داخله ، مثل هذا الهروب لا يفيد مطلقا ، وان تكاثرت التجارب ، فالوعى بالذات وبالآخرين هو نقطة الانطلاق والا سنصبح مستكينين فى داخلنا رغم حركتنا الظاهرية التمثيلية مثل الشاعر جرجس شكرى الذى يقول “أنا آلة تصوير/ مخزن ذكريات/ ألتقط كل شيء / ولا أعى شيء / حفظت الحروب حتى صارت ذاكرتى / مصنع بارود / وصرت أنسى صورة من أحب / فى فنجان قهوتى”!
ولا أعتقد أننا نريد أن نكون مخزن ذكريات أليمة حتى لو كان حولنا حروب ونزاعات الدنيا ، بل نريد أن نكون سعداء ، ونريد أن نحب ، وأن نحب ، ولا ننسى صورة من نحب ، بل تكون فى قلوبنا طوال الوقت ، ولن ترى أسعد من اثنين يخيم عليها حب حقيقى ، وهنا أتكلم بصفتى شاب يفتش فى نفسه ويبحث عن الحب دائما!
العذرية .. مشكلة مستجدة
أما عن سؤال (العذرية) ، وهناك من رفض طرح السؤال من الأساس ، وكثيرا ما تكررت تعبيرات دفاعية مطاطة مثل “إحنا مجتمع شرقى” ، ولا أدرى أى “شرقية” هى المقصودة والتى تمنعنا من مناقشة مشاكلنا!، آخر لم يعجبه السؤال سألته عن السبب فكان رده “شايفنى بحب ….” ، يبدو أننا أحيانا ما نأخذ الكلام على محمل شخصى فيكون همنا أن ندافع عن أنفسنا ، وننسى أن آخرين ربما يتعرضون لمشكلة من هذا النوع ، والسؤال: هل المشكلة التى عرضتها موجودة؟ الاجابة جاءت على لسان قارئ لمجلة أثرت فيها الموضوع مسبقا: هذا ما حدث معى بالفعل!، إذن دعونا نناقش المسألة بموضوعية ، ونعترف بالواقع كى نستطيع علاجه ، لا ندفن رءوسنا فى الرمال ، فمجتمعنا فيه ما يكفى من المشكلات الاجتماعية التى لا نعترف بها ..فتتفاقم ، وهنا أعرض آراء وصلتنى فى هذا الموضوع:
الصراحة واجبة
طبعا من حق الزوج انه يعرف كل حاجة عن شريكة حياتة وهذه المعرفة تختلف حدودها من شخص لاخر فهناك من هو يريد الصراحة المطلقة وهناك من لا يحب الصراحة المطلقة فالناس جميعا يختلفون عن بعضهم
حيرة شاب
قدام ما قالتلوش تبقى بتضحك عليه .. يحبها وبعدين تقوله ، كده هى بتسمكه من عصاية الحب ، بس إزاى تقوله حاجة زى كده ويحبها؟
ظروف
لا اعتقد ان هناك فتاة تفقد عذريتها وتكون سعيدة او بمحض ارادتها فغالبا ذلك يحدث فى ظروف غصب عنها فكثيرا ما نسمع عن حوادث الاغتصاب او الضحك على عقول البنات باجمل كلمة فى الوجود وهى الحب او خداع البنات بالزواج العرفى وهناك اسباب كثيرة اخرى
واى فتاة عاقلة سوف تشعر بندم شديد لما يحدث لها بعد ذلك فلماذا نعاقبها بعقاب جديد وربما تكون قد ندمت على خطاها وتابت واصبحت انسانة جديدة وتريد الحياة مثل باقى الاخرين؟
اظفر بذات الدين
فتاة تتحدث عن رد فعل الحبيب وغير مقتنعة أن انسانة يمكنها أن تمتلك حبيبها للدرجة التى وصفتها “لا يملك الانسان سوى نفسه فالحياه فيها الكثير الذى نستحق ان نحيا من اجله ونحن بشر نمتلك العقل ولا تسوقنا العواطف البلهاء ، انسانيتنا اسمى من ذلك ، وماذا تقصد بلحظه صفا؟ وهل ينساق الانسان وراء حالته المزاجيه ويتخذ قراراته وفقا لها؟ وتقول فتاه اعجبك ذكائها وخلقها وجمالها ، فين الخلق ده بقى ان شاء الله؟ ونسيت يادكتور تقول فاظفر بذات الدين تربت يداك”
تجربة
استمريت فى علاقتى بيها وبعدين سبتها لما شبعت وزهقت
(بين قوسين)
زى ما فى عذرية للفتاة كذلك هناك عذرية للفتى لانى مش هاخد معنى العذرية بالمعنى الحرفى
قرار
نهيت علاقتى بيها لما عرفت
لكن ..وقفة
الأخلاق لا تختزل فى العذرية ، ويمكن لشاب ان يحب فتاة عذراء ولا تصونه بعد الزواج ، الأخلاق أشمل وأعم ، والعذرية رمز ، وليست غشاء مادى وحسب ، لأن العذرية المادية لها عملياتها الآن ، كما أنه صعب التأكد ماديا من كون الفتاة عذراء أم لا ، وكثير من أبناء مجتمعنا يحب أن يفعل كل شئ خلسة ، ثم يدعى بعد ذلك البراءة والعذرية! ،وهناك فتيات يحافظن على عذريتهن ويفعلن كل ما لا يضرها ، لذا دعونا نتمسك بالعذرية كرمز والأهم ما وراء العذرية ، عفة النفس والحياء ، والخلق الجميل.
وأدعو كل شاب وفتاة ، تهاونا فى عفتهما أن يلجآ الى الله ، الذى هو التواب الرحيم ، ومع طاغور نردد “تقبلنى / يا إلهى / هذه المرة / تقبلنى بقبولك / اجعلنى أنسى هذه الأيام اليتيمة التى مرت بدونك. واطل فقط من عمر هذه اللحظة / فى حضنك / واضعا إياها تحت نورك”
ويا رب تكون لحظاتنا أكثر انسانية وحب ، عفة وأمل ، ف(أجمل الزهور هى التى لم تتفتح بعد ، كما أن أجمل الأيام هى التى لم نعشها بعد).